رحيل مزدوج يهز قلوب أهالي قفط.. الموت يجمع الخال وابن الأخت في جنازة واحدة

في مشهد يفيض بالموعظة والعبرة، خيّم الحزن على قرية الكلاحين الحاجر التابعة لمركز قفط بمحافظة قنا، بعدما شهدت واحدة من أكثر اللحظات الإنسانية وجعًا وتأثيرًا، حين لفظ مواطن أنفاسه الأخيرة أثناء أداء صلاة الجنازة على خاله الذي كان يودّعه قبل دقائق.
البداية كانت عندما وافت المنية الحاج العمدة علي فراج علي سالم، أحد أبناء نجع علي سالم المعروفين بين الأهالي بالكرم وطيب الخلق. تجمع الأهل والأقارب لتغسيله والصلاة عليه وسط أجواء يملؤها الحزن والخشوع، وكان من بين الحاضرين ابن شقيقته الحاج الديب محمد عبدالرحمن علي سالم، الذي جاء يحمل قلبًا مثقلاً بالفقد، يودّع خاله الذي طالما اعتبره أبًا وأخًا وسندًا في الحياة.
لكن مشيئة الله شاءت أن تمتد لحظات الفقد إلى ما هو أعمق من الحزن البشري؛ فبينما كان المصلون يؤدون صلاة الجنازة داخل ساحة المسجد، هوى الحاج الديب فجأة أرضًا دون حراك، وسط ذهول الجميع. هرع المصلون نحوه في محاولة لإسعافه، إلا أن القدر كان أسرع من أي يدٍ بشرية… فقد فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها في لحظةٍ بدت وكأنها وعد لقاء في حضرة الرحمة الإلهية.
تحوّل المشهد في لحظات إلى جنازة مزدوجة؛ صمتٌ ثقيل خيّم على الوجوه، ودموع انهمرت بلا إرادة، فها هو الخال يُشيَّع إلى مثواه الأخير، يتبعه ابن أخته على الأكتاف ذاتها، في موكب وداع واحد جمع بين جسدين خرجا من الدنيا معًا، وقلوبٍ لم تستوعب بعد هول المشهد.
أبناء القرية وصفوا ما حدث بأنه “آية من آيات الله في لطفه وقدره”، مؤكدين أن الراحلين كانا من رموز الخير والإصلاح، يحرصان على صلة الرحم ومساعدة الناس في أفراحهم وأتراحهم، حتى شاءت الأقدار أن يختم الله لهما حياتهما في موطن الطاعة وذكر الموت.
وودّع أهالي نجع علي سالم الراحلين في جنازة مهيبة، عمّتها مشاعر الإيمان واليقين برحمة الله، وسط دعوات خاشعة بأن يجمعهما المولى عز وجل في جنات النعيم كما جمع بين روحيهما في لحظة الرحيل.







